الأربعاء، 17 فبراير 2016

عمران، فيمَ حرمتني يا مهجتي؟!

عمران جانودي....
من خاصة أقربائي، وبمثابة ولدي...لم يُكمل العقدين من عمره، من قرية "هتيا" الحدودية مع تركيا، في محافظة إدلب استشهد يوم السبت 13/شباط/2016 في محيط بلدة "سلمى" في جبل الأكراد في محافظة اللاذقية...
لَمْ تنتظرنـي كي أمتــع ناظري****ببهاء وجهـكَ، بالجـــمال الساحـر
لم تنــتظــرني كي أكون مقدّمًا****لك يوم عرسك يا أنيس خواطري
عمران فيـم حرمتني يا مهجتي****في أن تكون محــدثي ومسامري؟
سارعتَ في هجري وهجر أحبّة****كالبرق يمْـــضي خاطفًا للناظــر
وسناك لم يستمتعـوا بضــــيائـه****قد مــر بيـــنهــــمُ مرور مُســافر
ما كاد يهــــديـهم لنُصــرة ثورةٍ****حتى تــوارى مثــل نجـمٍ غـــائـرِ
كنتَ الحيي فقــد حجبت محاسنًا****عَـن عاشق متــلهـفٍ لك حــائـر
ما كنْـــتُ أعلمُ أن نفــــسك للعلا****تهفـــو وتــاقــتْ للكريـم الغــافرِ
ما كنتُ أعلم أن قلبـــك يا فـــتًى****قد ضاق ذرعًا بالمـدادِ الأحـمــر
فســــكبته ليخــط سفــرًا رائعًــا****عن قصة الوطن الجريح الصابر
عن محنـــة الشعب الذي أحببـته****فــفَــديته بدمٍ طهـــور عَــــاطـر
عاهدت ربك أن تذود عن الحمى****وتـرد عُـــدوان الحقــود الغـادر
(هتيا) عرينُك ثم رحت لتفتدي****(سلمى)التي أضحت فريسة فاجر*
فأجبتَ صرختَها، بقلبٍ صــادقٍ****ومضيت تثأر للتـــراب الطــاهرِ
لا فرق بينهما فجـرحك نـازفٌ****في حمص أو بحماة أو بخنــاصر
أرض الشآم سطا عليها خـائــنٌ****فـــأحــالهــــــا لمــدافنٍ ومقــــابرِ
عمــران، أنت اليعـربي أرومةً****ومضيتَ تحمي الكرد هجمة كافر
هُــم إخــوة للعــرب ما من ريبة****كم فيهــــم من صــادقٍ أو ثــائرِ
ربّـــاك أهـــلُك أن تحبّهـــم وأن****تسعى لنصرتهـم بفعـــلٍ ظـــاهرِ
لم تبلغ العقدين من عُمُــر مضى****وزهــدت في الدنيا كشيخ خــائر
كانت تحوطك، وهي تبغي فتــنةً****حتى تجرك للرهـــان الخــاسر
فجعلتها من خلف ظهــرك قائلًا****أغريتِ غيري في الزمان الغابر
أنا لا أريد العيش عبـدا صـاغرًا****في الشام تحت سياط وغد عاهر
أرنو لأن أحـــــــيا بظل عـــدالة****حــرًا كريمًا مــثل نســر طائــر
أعطيتَ، يا عمران، درسًا للورى****أن لم تـكن أرضُ الشـآم بعـاقر
كم فــارسٍ قدْ أنجبــــتْه فصــانَها**** شكرًا لهـا، أنعمْ بــه من شـاكرِ
كم عبْـــقــري كان يــفــري فريَهُ****أنجبتِه، أهــــداك خير جـــواهرِ
عمران كنْــت ورفــقة لك أقسموا****ألا تُمَـسّ أظــافــــرٌ لحــــرائر!
ضمتكُم "الأحـــرار" في آجــامها****صرتم بها الأشبــال بين هزابرِ
عمــران لو أنّــــا بكيــــنا أنهــرًا****من دمعنا، وجرى كسيلٍ هــادرِ
لم نــوف حقك لا ولا حقًا لإخــــ****ــوان قضوا، قــــد تُوجوا بمآثرِ
عـزفوا عــن الدنــيا ولـــذّاتٍ لها****وهــمُ براعمُ في الشباب الناضر
رغبوا عن الشهوات تملأ ساحهم****ورضــوا بما عند الكريم القادرِ
يا ربّ أكرم شـــامـــنا ببــــلائهم****وجهادهم، وقـــها بوائق جـــائر
يا ربّــنا، عمرانُ جاءك مُثْـخَــــنًا****بجراحه، يرجـوك جبر الخاطرِ
فــأظله فــــي ظل عرشك واكفه**** من بحر جودك بالعطاء الزاخر

*هتيا قرية الشهيد، وسلمى البلدة الأبية التي استشهد حولها...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق