الثلاثاء، 10 يونيو 2014

وقفة تذكّر لأبي إياس....

وقفة تذكر لأبي إياس...
الأستاذ/ سليمان الفاضل
ليس من قبيل الصدفة أن أتحدث اليوم عن اللقاء الميمون عام 1967 بيني وبين الشيخ الفاضل حمزة زعرور وإخوة ألفتهم وأحببتهم وألفوني وأحبوني.. بعد أن منيت سوريا، في العام نفسه، بمن أذاقها المر، وفرّط في أخصب بقاعها، وأهمها موقعًا "الجولان"...كان هذا اللقاء في مسجد كفر سوسة الكبير.. وكان له أثر في تبيان الحقيقة، وإبطال الزيغ، وفضح الخيانة، ممن آذوا الأمة، وسلبوها حريتها، ونأوا بها عن أسباب عزتها ونصرها... تم ذلك من خلال قراءة القرآن وتدارسه مع الشيخ... وكان من بين هؤلاء الأحبة الأخ الكريم الأستاذ عبد الرحيم الفاضل(أبو الطاهر)  وأخوه الأستاذ سليمان الفاضل (أبو إياس)... وكان سليمان يومئذ فتَى ما أحسب عمره يزيد عن سبعة عشر عامًا...
وتمر الأيام والسنوات والعقود... وبعد فراق طويل التقيتهما، أبا الطاهر في الباحة، وأبا إياس في الرياض، وأنست به في الرياض، ونعمت بالاستماع إلى حديثه، والتنعم ببسمته التي لا تغادر ثغره، حتى في أشد أوقات معاناته...ولكن قدر الله واقع لا محالة... ولبى الأخ سليمان دعوة ربه يوم الأحد 10/شعبان/1435... وشيعته مع الجموع التي شيعته إلى مقبرة النسيم في الرياض بعد عصر الإثنين 11/شعبان/1435، ومن بين الحزن على فراقه، والفرح بشهود الله الكثيرين على صلاحه، ومن معرفتي الروحية قبل المادية به.. كانت هذه القصيدة في رثائه..
إلــهي قـــــــد أتَـــــــاك أبــو إيـــاسٍ
بمسجد كفــــــر سوسة يا سعـــــاد****لقيْــــتُ أحبتــــي وصفـا الودادُ
هنــــــــاك على حــــــداء الحقّ كنـا****تعـــانقُــنا وقد خفق الفــــــــــــؤادُ
يُعـــلِّمنــــــا كتــابَ اللــــــــه شـــــــيـــخٌ****لــه في الخيـــر أيـْـدٍ واجتــــهـادُ
سَمـــــيُّ أبـــــــــي عُمــارة وهو حقّـا****له في كل مـــكْـــرُمـــــةٍ جهـــادُ
ومن بين الأحبّــــــــة كان شبـــــلٌ****لعـــــيـــــنـــيـــــهِ بريـــــــقٌ واتّــــــقـــادُ
خــدوم، صــــــادقٌ، شهمٌ أبــــــــــيّ****له نسبٌ عـــريـــــق واعتـــــــــــدادُ
وفي بصــــــرى له أصـــــل كريـمٌ****أفــاضـلهـــا له فــــــــــيها امتـــدادُ
إذا ما جــاء قـــــلنا قَـــــــد أتـــــانـــا****سليمانٌ، لبَـــــــسمَـــتـــه اعتيـــــــادُ
نحــوط به فينظر في حـــيـــــــــاءٍ****وللشيــــــخ الوقــــور له انقـــيــــادُ
مضــى للعـــلْم لا يثــــنيه شـــيءٌ****لــه فيـــــه اســــــــتبـــــاقٌ وازديـــــادُ
غــدا عـلَمــًا وكان لــــــه ائتـــلاقٌ****وفي بصرى له ارتفعت عمـاد
فأحياها بعـــلــــــمٍ بعـــــــــــد جهـــلٍ****وأصلحــها وقـــــــد عـــــــمّ الفسادُ
إذا قـــــــال الأنــــــــــام (أبو إياسٍ)****تـــــــردده الجـــــبـالُ أو الوهــــــادُ
وظلّ عـــطاؤه يمضي جزيـــــلًا****فلم يمنعْــــــــه ســـقـــمٌ أو نَـــــــفـــادُ
ولكــنّ الأمـــــــــــور تسيــــــر دومًا****بما يقضـــي الإلـه، ومـــا يُـــرادُ
فحلّت فيه مــــن مــــــــولاه بلــوى****وأطبق فــوقــــــه محــــــنٌ شـــــدادُ
تـــــلـــــقّـــــــــاها بصبـــــر واحتساب****ولم ييأس وإن طال الــــــرّقـــــادُ
إلى أن جــــــاء مــــن مـــولاه داعٍ****بأن يا عبــدنا حـــان الحصــاد
فلبّى باســــمـــــًا ومضــــــى إليـــــه****بشـــوقٍ، إذ دنت منه سُعــــــــادُ
إلــهي قـــــــد أتَـــــــاك أبــــو إيـــاسٍ****وعنه الناس قد بعـــدوا وحادوا
ألا فاغــفــــــــر لــــه ربـــــي وأكْـــرم****وفادتــــــه، فأنْــــــــت بــــــه جـــواد
الثلاثاء 12 /شعبان/1435 الموافق 10/حزيران/2014







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق