الأحد، 27 أبريل 2014

رسالة من كريمة الياسين

رسالة من "كريمة الياسين"
كريمة ياسين شابة من قرية "كريم" في سهل الغاب، من عائلة عريقة وكريمة، فجأة، في أحد الأيام، وفي مطلع شهر نيسان من عام 2014، فاجأت كلاب الكيان الباغي الظالم  في سوريا، القرية الوديعة، واقتحموا منزل أهل كريمة، فقتلوا أخاها إبراهيم وقريبًا له اسمه عماد، فما كان منها إلا أن مدت يدها لأقرب سلاح قريب منها، وصرعت علجين من المداهمين، فجاءتها على إثر ذلك رصاصة غادرة سمَتْ بها إلى عالم الشهداء...
أنا من (كريم) شامةٍ في الغـــــاب****هي قريتي، هي منبــت الأحبـاب
أنا من ديــار كل مـــن فــــــــيهــــا لـــه****أصل كَــــــــريمٌ طيـــــــبُ الأنســــــــابِ
إني "كَـــريمــــــة آل ياســيـــــن" التــــي****كانت رفيقَــــــة مصحـــف وكتــــــابِ
إني العفيفة، والعفــاف سجـــــيــــــتي****أما الحيــــاء فكان خيْـــــر ثــــيــــــابي
لســــتُ الوحيـــدة في (كريم) إنــــمـــا****قد كان مثـــلي سائـــــــــــر الأتــــــرابِ
رُبـــــّيت في بـــــيــــــت تصـــدى أهلـــه****للمعْــــــتـــــــــدي بأســــــــــــنّـــــة وحــــــــرابِ
ونشأت أرضع من لبـانهــــــمُ الوفــــا****أفـــنيـــــت في حُب الإله شـــــــــبابي
أنا من كريــــــم فاسمعــوها قصتــــي****فيهــــــا سأروي محْـــنــتي وعـــــذابي
سطّــرتُـــــــــها بدمي فكانــــــت صفحة****في سفــــــــر شعبٍ مُبتلًى بذئــــابِ
لمّــا تحــــــكّــم فـــــيـــــه أبـــــنـــــاء الخَـــــنــا****وجــــذورهُــــــــم تمْـــــــتـــــــــــــد للكـــــــــذّابِ
في ســـفــــر شعـبٍ عاش أعوامًا يرى****ما لَــــم يجـــده بســـالفِ الأحقَــــابِ
هُتِكتْ محارمه، وهــــيض جناحــــه****ســاداتــــه دُفِعــــــوا عـــــلى الأبــــوابِ
كانَـــــــــت مرابعـــــه تـــمــوج بِخضــــــــرةٍ****بـــجـــمالها سحـرتْ ذوي الألبـــابِ
فغـــدت بعهــــــد البعثِ قاعًا صفصفًا****أضحـــــت يبــــــابًا شـــاكــيًا ليبــــــابِ
أما بنـــوه فحـــالهــــــم يُبكــي الحصى****والجهـــــل فيهم ضاربُ الأطنابِ
مــــكْـــر الليـــــــالي كان يفعَــــــل فعْــــــله****بعُـــقـــولهم في جيــئـــةٍ وذهــــــــــــابِ
إنّ الطـــلائــــــــع والشبـــــيـــــبــــة أمســـــتا****بُــؤر الفـــــــســـاد لــزمْـــــرة الطــــلابِ
في الصبح تسبيـــــح بحمــد منــــافــقٍ****حتى بَـدا ربّــــــا عـــلى الأربـــــــــابِ
أو يقــــــذفون الصالحيــــن من الورى****بمــثــــــــالبٍ وشتــــائـــــــم وسُـــــبــــــابِ
أما المســـاء فــــــكان وقـــــتـــًا مُمـــتــــــعًا****مع قـــــيْـــنــــةٍ أو مُســـكِرٍ وشـــــرابِ
أو رحـــلةٍ فــــــيهـا اختـــــــلاط صـــــارخ****فـــيها الغـــواني تخــتـــــــــلي بشبابِ
تحـــكي فِعـــالُـــهم فعَـــــــــــــال أصــولهم****من آل قُـــرمط،هادمي المحرابِ
إنــــــــــي"كريْـــــــمة آل يــــــاسين" التـــــي****لم تخش وحشًا بارز الأنـــــــيــــاب
في لـــيـــــــلــةٍ ليــــلاء داهم بــــيــــتــَــــــنـــــــا****وغـــــْـــــدٌ يقُـــــــــود أراذل الأذنــــــــــــابِ
كانَـــــت وجُــوههــــــــم تشيـــــــر بأنهــــــــم****غـــدُرٌ، أتـــوا من أحقَــر الأحزاب
عــبثــوا بما قـــــد صادفـــــوه أمــامهـــــم****حــرقًا وكسرًا، أمعَــــــنــــوا بخــــــرابِ
قصــدوا أخي كي يقـــتــــلوه غـــيــــلـــــةً****مــــــا كان إبْـــــــراهــــــيــــم بالهَـــــيّــــــابِ
فأتى إليهِــــــــم مُقــــبِـــــــــــــلًا بشجــــــاعـــةٍ****متسائلًا: بِـــــبـــَـــــــــــراءة وعــــتـــــــــــاب
مـاذا جرى؟ما الأمر؟قــــولوا إنني****في دهشة،يا صحبتي في الغـاب
لمْ يَــــــتـــركوه لكي يُــــــتـــابع قــــولَـــــهُ****بل عاجــــلوه بطعْــــــــــــنـــــــةِ النـَّــــشـــابِ
وعِــــمــاد، كان قريبــــــــه، بجـــــــواره****قـــــتـــــلوه ثم رمَـــــــــــوه عــنــــــــد البـــــــــابِ
فَتَيان من فتياننـــا قـــــــد جُنــــــــــــــدلا****ظُــــلـــــــــــمًــا وعـدوانًا مِــن "الأغْــراب"
أبصــرتُ ذاك أمام عيني ماثـــــلاً****تبّـــــــا لهُــــــــــــــم من غــادرين كـــــلابِ
فغــــــلت دمائـي في عـــروقي حَرّةً****مــــن حُـــرّة فـي ستـــــــرة وحجـــــــــــــــابِ
أحسستُ أني قَــــد شُحنـــتُ بقـــــوة****ورأيــــــت قــوتَـــــهــــــم بَــــــــدت كســــرابِ
جُبــنــــاءَ نعـــــــرفهم، وهـــذا طبعهـــم****يــرمُــــون أنفسهم على الأعْــــتـــــــابِ
فرميتهـــــم وأصبتُ منهُـــــم مقتــــــلًا****فـــــرّوا أمامي مثـــــل ســــــــرب ذبابِ
عِلْجان منهُــــــــم أدركا حتفَــــيهـــــما****أوقعت فيهــم نـــقــــمـــتي وعـــــــــقــــــابي
لكنّ غــــــــدرهم تسلــــل خـــــلســــــــــــــةً****فسقْــطت في داري مع الأحْــــــــبابِ
ورويــــــتُهـــا بدمي فـــــفـــاح أريجُـــــــــهُ****وغدا مــدادَ رســــــالـــــــتي وخـــطـــابي
فوصيتي من عالم الشــــهــــداء أن****تمضوا على دربــــــي لنـــيــــل ثواب
لا تيـــأسوا فالحــــــق منــــــصــور ولا****تــــتـــــأثــــــروا بتــــــفـــــاهة المُــــــــرتــــــــابِ
لا تسمـــــــعُــــوا لمشــــــككٍ ومثـــبـــّـــــط****ومُـــــــنافـــــــقٍ، متـــــــعـــــالِمٍ، سبّــــــــــــــابِ
سيــروا فثـــورتُكم تطهـــر بعضــهـــا****حتى تُرى في ثــوبها الجــــــــــــــــــذّابِ
بيضــاء فــــيما بين إخـــوانٍ لهـــــــــــــا****لــعــــــدوهـــا حمـــــراء ذات خضـــــابِ
وحــــــذار أن تـــتـــــوقـــفـــوا فوقوفُــكـــم****ذلٌ يُرافِــــــقـــكم لــيـــــــــوم حــــــــــــســــــــابِ
محمد جميل جانودي.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق