الأحد، 5 مايو 2013

يا ثاني الأيام في أيّار

يا ثانيَ الأيــامِ في أيّــارِ
يــــــــا ثــــــــــاني الأيــــــــــامِ فـــــي أيَّــــــــار        يــــــا بـــاكيًــا أســـفًا عــــلى الأطهـــــــــارِ
يا ذارفَ الدّمع الحــــزينِ بحُرقــــــةٍ        عــــــمّـــا جـــــرى فــــــي الـدّار والديّــــــارِ
في بانياس وفي حواضرها التــي         كانت لها حصـــــنًا مــــــن الفجّــــــــارِ
يا أيهــــا اليـــومُ المســـطّرُ سِـفْـــــــــــرهُ          بــــــــدمٍ زكـــيٍ ســــــالَ كالأنــــــهــــــــــــارِ
أيــار يحمل للطبيعــــة حُسنهــــــــــــــــا          وحملتَ للبيــضـــــا جِمــــــــارَ النّـــارِ
ما كُنتَ يــومــًا مُجْـــرمًا أو قــاتــــلاً         بل أنْت تمضي في رضا الغفّارِ
لكـــن ذا الإجـــــرام كان مُســـــــــــربلًا         بثيــاب غــــــــدرٍ طُــــرّزت بالـــعـــــــــارِ
فاشهـــد على ما كان في ساحاتها         وبيــــوتها، ومجــــالسِ السّـــمّـــــــــــــارِ
لمـــا أتــــتـــــهـــــــم عُصبــــة مجهــــــولــــة         في أصلهَـــــا، مشهــــورة الأقــــــــذارِ
نبتـــت بمزبــــلـــة القـــــرود وأينعَــــــــــت         عند المجــــوسِ بأخبــثِ الأثمـــــارِ
منها السكاكين التي شُحــذت لكي         بالذبــح تقطع هــامةً لصغــــــــــــــــارِ
منها السّـــــواطير التي قد جُهــــــزت          لتُقــطع الأوصــــال عنْد كِبـــــــــــارِ
منها القـــنـــابل والقــذائف أُلـــقِـــــيَــــــــتْ          فوق البيــــوت بهـــدأة الأسحــــارِ
قد أحـْـــرقـــتْ أو هـــدمـــَتْ أو دمّــرتْ          من غــــــير تنـــــبـــــيــــهٍ ولا إنــــذارِ
وغدت عروس البحـر تندب نفسها        تبكي وتصرخ أين هم أنصاري
يا مسلمُـــــــون، ألست بنــــتَــــكم التي          بالأمس كانَـت بهجــــةَ الأنظـارِ
واليـــــوم أصبح وجْـــــــــههـــا متفحّمــــًا          قَد حرّقــوه بخسّــــــــــــــــةٍ وشنـــــــــــــــارِ
يا مسلمـــــــون، ألست أختَــــكم التــي         حملت إليـــكمْ أجمَــــل الأخبـــــــــارِ
هـــلا وقـــــفـــــتم عنـــــــــد أخبـــار لهــــــــــــا         تروي حكايتَـــــــها بـــدمع جـــــــــــــــار
يا مسلمــــــــــون، ألستُ أمَّــــــــكم التــي          صنعت لكم مجــدًا بكل فخــارِ
هــــلا حفظتم بــرّهـــــــا وجــميــــلَهـــــــــــــــا          ومنعتـــمُ عنهـــــا أذى الخـــــــــــــــوّارِ
يا مسلمـــون، ألستُ شمسكمُ التي        سطعت عليكم في الشتاء الضاري
هــلا عرفــــــتم ما أصاب ضفـــائري          قُصّــــت بمـــدْية خائنٍ غـــــــــــــــدّارِ
هــــــــــلا رأيْــــتـــم عــورتـــــــي مكشــــوفةً          نــــــزعــــوا ردائي عُــــنــْــــــــــوةً وإزاري
رأسي اشتكى مما اعتـــــــراه تألّمــــًا          لما أزاحــــوا عنـــه ظلّ خمـــــــــــاري
عُذريّـــتي سُـلِبت بأيـــدي غِــــلْمـــــــــةٍ          في ليـــلة قد تاه فــيهــــا السّــــــــــاري
فاشهـــد على هذي الجـــرائم كلّهــــا          يا ثــــــــانِــيَ الأيــــام مِــــن أيـــــّـــــــــــــار
واشهـد على من جئتُـــهمْ مستنجدًا         فأصمّــــــوا آذانــًا لـــــهُــــم بحجــــــــــــارِ
يا أيّهـــا النـــــــــاسُ الّذين تـــــنـــافســــوا          في جـــودهم للنّـــــــــــــــاي والمِزمــــارِ
وتسابقوا في الجهْـــــــــل حتــى إنّـــه          غـــدت الجهــــالةُ مَـــوئلَ الأنظـــار
لا خَــيْرَ في شـــكْوى أقـــدّمها لكم           عن ذلّتي ومهـــانتي وصَغــــــاري
قــد مات فيكم كل عِــــرق نابضٍ           بكـــــرامــــــةٍ وإغــــــاثـــــةٍ للجــــــــــــــــــــــــارِ
يا عــالَمَ الأصنــــامِ والأزلامِ هـــــــلْ           فُـــقِــــدت لديــكمْ نَخــــــوةُ الأحــرارِ؟
ماتت ضمـائرُكم وضـــلّت عنكـمُ           قيَـــــمٌ لِنُصــــــرةِ جـــــائعٍ أو عــــــــارِ!
فشلت بِحارٌ من دمي في بَعْـثكم         وبكاء طفـلي ضاع في الأغــوارِ
يرجـــــــو التّـــوجّه نحـــوكم فتــــــــرُدّه           حُـــرّاسُـــكم، بتَـــــجَهُّـــــمٍ وسُـــــعَــــــــــــــارِ
لو أنّـــه كان ابـــنَ عـــاهــــــــرةٍ لمــــــا           ردّوه بل غمــــــروه بـــالأزهـــــــــــــــــــارِ
تبّــــــًا لكُــــمْ ولِمــــــن يُــــؤمّــــل فــــيــــكمُ           خيــــــــرًا فأنتـــــــم بِــذرة الأشــــــــــــــــرار
لــنْ تستطيعــــــوا قتْـــل آمــــالي ولنْ           تقْوَوا على أنْ تُوقفُـوا إعصاري
لا تَــــــفـــرحوا يا آل قُـــرْمُــــــطَ إنـــكم            لن تنعمـــوا في أرضنـا بقـــــــــرار
فالشام أرض الصالحين ولم تكن           يَـــــــومًــا لـزنــــْديـــــــــقٍ ولا لحـمـــــــــار
مهمـــــا ذبَحتُــــم أو فعـــلتم من خنًا          فالمؤمنـــــــــاتُ تجــــــــود بــــالأبـــــــرارِ
وتمـــــدّ ألْـــــويـــــةَ الجهـــــاد بأُســــــــدهـا          هي مصـنــــــع الأبطــــالِ والثُّــــوارِ
وغـــدا سيــبــــزغ فــجـر ثورتــنــا على          أرض الشــــــآم وسائـــــر الأمصــارِ
وغدًا ستشـــرق شمسُهـــــا وضـــــاءةً          فـــــــــــــــوق الروابي ثــــــــــرّةَ الأنــــــوارِ
وغــدا سيلقى الخائنون مصيــــــرهم          بمزابل التـاريخ أو في النــــــــــــــــارِ
محمد جميل جانودي
الأحد 5/أيار/2013 الموافق 25/جمادى الآخرة/1434
 
 
 
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق