الثلاثاء، 19 يوليو 2011

هذي حماة


بسم الله الرحمن الرحيم
هـذي حماةُ...
شعر/محمد جميل جانودي
قُمْ يَا بُنيّ فإنّ الناسَ قدْ ثَـارُوْا      أدْرِكْ مَكَانَكَ، لا يَنْزِلْ بِكَ العَارُ
أدِْركْ مَكَانَكَ فِيْهِمْ وارْقَ مَنْزِلَـةً     لَنْ يَرْقَهَا أبـدًا في الْقَومِ خوّارُ
قُمْ يَا بُنـيّ وسَابِقْ فِتْيَةً نَـذَرُوْا     للَّـهِ أنْفُسَهُمْ، للحَقّ قَـدْ ساروا
قُـمْ يا بُني فَإنّي جِدُّ مُعْجَبَــةٌ     فِيْمَاْ أَرَاهُ هُـنا يُمْضيْـهِ أَخْيَارُ
هذِي حَمَاةُ وكلُّ النّـاسِ يعْرفُهَا     بَذلٌ وتَضْحِيَةٌ ، جُـوْدٌ وإيْثـارُ
للنَّفْسِ باذِلةٌ، لِلْمَـال واهِبـَـةٌ     للِعرْضِ حَامِيَةٌ،في الخَيْر مِحْضَارُ
هَذِيْ حَمَاةُ تقومُ الْيَوْمَ قَوْمَتَــهَا     قدّ شدّ لُحْمتَهَا في السَّاحِ أحرارُ
يَرنُوْ لَهَا الْعَاصِيْ والْعَيْنُ ضَاحِكةٌ    مما يَرى فَرِحًا والدمْـعُ ثَرْثَارُ
آنَ الأوانُ لدَمْعِـي أنْ يكفَّ وأنْ     ألْقَـاكِ مُبتَسِـمًا والخَيْرُ مِدْرَارُ
آن الأوان لِحُزنِـي أنْ يُفَـارِقَنِي    مِنْ بَعْدِ مَا أَشرَقت فِيْ الأَرْضِ أقْمَارُ
هذي ضفَافِي قَدِ اخْضرّت مُنوّرةً     تَميس مِنْ فَوْقِهَا يا أمُّ أزهَـارُ
غنّتْ نَوَاعِيْرِي أحْـلى قَصائدِهَـا    أمَّ الفِـدا ِتْيهِي؛ في الشَّامِ ثوَّارُ
في الشَّامِ كَوْكبَـةٌ سادَتْ نجَائِبُهَا      تمْضي لِبُغيتهـا والبَغْي مُحْتَارُ
لا تحْسَِبي الذِّكْرى قدْ أَصْبَحتْ أثَرًا    بَلْ إنّهَا حَيّـةٌ والقَـلبُ ذكَّارُ
لمْ أَنسَ يَـوْمًا منَ الأهْوالِ حَلّ بِنَا   شابَ الْفَطيْمُ لَـهُ والشيْخُ مُنهَارُ
لمْ أَنسَ مَجْـزَرَةً حلّتْ بِدِيْرتِنـا     قدْ كانَ مُجْرمَها وغـدٌ وجَزّارُ
أُمْطِرْتِ منْ حِمَمٍ والمُمْطِرون دُمًى   يَلْهُو بأحْلامِهِمْ فِي الأرضِ مكّارُ
واليومَ نَشْهَدُ عُرْسًا لا مَثيْـلَ لَـهُ    فِيْ سَاحَةِ العَاصِيْ أشْبَالُنا ثَارُوا
 في سَاْحَةِ الْعَاصِيْ تَشْدُو حَنَاْجِرُهُمْ   فِي ذكْرِ لُؤْلُؤَةٍ مِنْ حَوْلِهَا دارُوا  
في ساحةِ الْعَاصِي تَرْنُو العيونُ إلى   هَيْفَـاءَ شامخَةٍ في رأسِهَا غَارُ
((حُريةٍ)) ولَهَا في السَّاحِ شَارَتُها      تهْفُو النّفُوْسُ لَهَا والْقَلْبُ مَـوّارُ
خُطّـابُهَا قَدّمُـوْا مَهْرًا لَهَا دَمَهُمْ      قَتْلاهمُ تَتْرَى والحَبْـلُ جَـرّارُ
لم يَثْنِهمْ وعْـٌد أعْطَاهُ ذو سَفَـهٍ      مِنْ طبْعهِ الْغَدْرُ والجَـلاّدُ غدَّارُ
أمّا الوعيْـدُ فَلَمْ يخْدِشْ عَزَائِمَهُمْ      فِيْ نَفْسِ أدْنَـاهُمُ عَزْمٌ وإصْرَارُ
قُمْ يا بُنيَّ وعِشْ أيَّـامَ مَفْخَـرَةٍ      فِيْهَا يُهَنّـئُ جَزْلاً جَارَهُ الْجَـارُ
      فيْهَا نَعِيْشُ بِـلا قَـيْـدٍ يُكَـبِّلُنا     هلاّ عرفتَ لِم الأحْرَارُ قدْ ثَاروا؟        
هَذِيْ حَمَاةُ وَإنّي بِنْتُ سَاحَتِهَــا     أنْعمْ بِهَا أمًا، عَزّت بِهَـا الـدارُ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق