السبت، 26 مارس 2011

إلى درعا الباسلة

                                                    بسم الله الرحمن الرحيم

درْعَــا إلَيْـكِ تَحِـيّتِي وسَـلامِي
1
يَا قَلْعَـةً صمَـدَتْ بِأَرْضِ الشَّــامِ
يَـا صَخْـرَةً وقَـفَـتْ عليْـها ثُـلَّةٌ
2
عَربيّـةٌ، تحْمِيْ حِمَـى الإسْــلَامِ
هبَّـتْ لتُـعْلِـنَ غَضْبَـةً مُضَـرِيّةً
3
فِـي وجْـهِ بَـاغٍ مُفْسدٍ وحَـرَامي
صرَخَتْ، وقَـالتْ لا لِطَاغيَةٍ عَتَــا
4
متَـمَـاديًا في جَــوْرِهِ، مُتَعَــامِ
كَـمْ مَـرَّةٍ نصَحُــوْهُ، قـَوْلاً ليّنًـا
5
كَمْ ذَكّــروه مَـآسِيَ الأيْتَـــامِ
لَمْ يَسْتجِِبْ وأدَارَ ظهْـرًا مُعْـرِضـًا
6
عن نَاصِـحٍ يرجـُو الهُدَى وإمَـامِ
قَالُوا: جـِدارُ الخَـوْفِ يَمْنَعُ ثَائِـرًا
7
فَـكَسَرتِـهِ بِالعَــزْم والإقْــدَامِ
قَالُوا: مُحَـالٌ أنْ يُثــَارَ بِأَرْضِنَـا
8
مِنْ أجْــل حَـقٍ دِيْسَ بالأقْــدَامِ
أضْحَى الْمُحَالُ لَدَيْكِ أمْــرًا مُمْـكِنًا
9
أكّدْتـهِ بِـبسـالَـة الضِّـرْغَــامِ
فنّـدْتِ يَــا دَرْعَا مَزاعِمَ أُطْلِقَـتْ
10
لِتَنَـالَ مِنْ هَـدَفِ الشبَـابِ السّامِي
زعَمُـوا وقَــالُوا أنَّ مُنْـدسّـاً أتَى
11
دَخَلَ الصّفُـوفَ بخلْسـَة وظَــلامِ
أغْـرَاكِ حَتى صِـرْتِ مِطْـواعًا لهُ
12
وأجَبْــتِهِ في لهْـفَــةٍ وهِيَــامِ
يا ويْحَـهُمْ قَدْ جَـرّدُوكِ مِنَ النَّبــا
13
هَـةِ والّذكاءِ وفِـطْنَــةِ الأعْـلامِ
قَالُوا بِأنّكِ طَـوْعُ "شِرْذِمَـةٍ" بَغَـتْ
14
في عُرْفِـهم في سَالِفِ الأعْـــوَامِ
جَعَـلُوكِ طفْـلاً ليسَ مِـنْ رأْيٍ لَـهُ
15
يَمْـشي بإمْـرَةِ "مُغْـرِضٍ هَـدّامِ"
مَلّ الأنـَـامُ مقالَـهُم وهُـراءَهُــم
16
في فِــرْيَةٍ مكْشوفَــةِ الأسْقَــامِ
لَوْ كانَ حقّـا مَـا يَقُـولُ دَعِـيُّـهُم
17
لَبَــدَا جَـليّــًا ذاكَ للأفْـهَــامِ
عَلِـمَ الأنـَـامُ بِـأنّ كلَّ مُـوَاطِـنٍ
18
في عُرْفِهم هُو صاحِـبُ الآثـَــامِ
مَا لَم يَكُنْ ذيْــلاً لهُـم، متجَـسّسًا
19
ويَشِـيْ بِـكلِّ مُجَــاهِدٍ مِقْــدَامِ
وَيلٌ لَهُمْ؛ هَـلْ صارَ مَنْ يَدْعُو إِلـى
20
مَحْـوِ الفسَــادِ مُمَـالئًا لطَغَــامِ
هَلْ صَار مَنْ يَبْغِي التّحرّرَ والكَرَامـ
21
ـةَ تابعِـًا لِلْغَـاصِـبِ الظَّــلامِ
هَلْ صَارَ مَنْ يَبْغِي العَـدَالةَ مُوْهِـنًا
22
لِلنّفسِ، زارِعَ فُـرْقَـةٍ وخِصَــامِ
هَل صارَ مَنْ يَدْعُو إلى نَبْـذِ التسلُّـ
23
طِ والتغَطْـرُسِ جَالِـبًا لحِـمَــامِ
أنَا لَسْتُ أدْرِي هَلْ يُصـدّقُ عَـاقِـلٌ
24
ما لَفّـقُوا بِـوَسَـائِـلِ الإعْــلامِ
أنَـا لا أَلُـومُهُـمُ لأنّـي مُـوقِـنٌ
25
في أنَّهُـم لا يَسْمعُـونَ مَـلامِـي
لكِنَّ لَوْمِـيَ للّذي يُخْـفِي الْحَقِـيْقَـ
26
ـةَ سَاكِتًا عن عُصْبَــةِ الإِجْـرَامِ
يَضَعُ الْمَـبَـادِئَ جَانِبًـا، ومُجَـانِبًا
27
قَـــوْلاً يَقُـضُّ مَضاجِـعَ الأزْلامِ
لا للْــجـزيرَةِ في سكوتٍ مُؤْسِفٍ
28
عمّـا يُـدَبَّــرُ في بـِلادِ الشَّـامِ
صِـدْقُ القَنَـاةِ يكُـونُ في إنْجَازِهـا
29
بأمَــانَـــةٍ في دِقَّـةٍ وتَمـَـامِ
مِنْ غَـيرِ تَـوْرِيَـةٍ ولا إِخْفاءِ شـ
30
ىءٍ حاصِـلٍ وتكُـون خَيْرَ مُحـامِ
عَنْ كلِّ شَعْـبٍ قَدْ غَـدا مُتَشَــرِّدًا
31
وكأنّـهُ في هَجْمــةِ "تسُــونامي"
دَرْعَـا، لأَنْتِ الدّرعُ يَحْـمِيْ أهْلَـهُ
32
يومَ الْـوغَـى مِنْ هَجْمـةِ الأقْـزَامِ
دَرْعَـا لقدْ فُقْتِ البَـواسِلَ جُــرْأةً
33
وفَعَـلْتِ مَـا لمْ يأْتِ فـي الأحْـلامِ
دَرْعَـا لَـقَدْ كُنتِ الْمُعَــلّمَ جِيْلَنـا
34
مَعْنَى البُطولَةِ في دُنَـى الإِحْجَــامِ
دَرْعَـا لأنْتِ النُّـورُ أذْهَبَ ليلَنـَـا
35
وقَضَـى عَلى الأرْجَاسِ والأوْهَـامِ
أعْلَنتِهـَـا بَيْضَـاءَ نَاصِعَةً خَــلَتْ
36
مِنْ كلِّ عُـنْفٍ شَابَــهَا وقَتَـــامِ
لكنّـهُمْ أبْـكَـوْكِ دمْـعَـًا دامِـيـًا
37
واستبْدَلُوا الأسيَــافَ بالأقْـــلامِ
كنْـتِ الجَـوادَ بِكُلِّ غَــالٍ قيّــمٍ
38
قدْ كان جُـودُك مِثْلَ جُوْدِ غَمَــامِ
قدّمْــتِ شُبّانًا كـأنَّ وجُـوهَـهُـم
39
بَــدْرٌ تَـلألأ فاضِـحًا للِئَـــامِ
كانُـوا طَــلائِـعَ ثَـوْرَةٍ سِلْميَّـةٍ
40
جَاءَتْ تتيْــهُ بِثَــغْرِهَـا البَسَّـامِ
زَفّـتْ كواكبـَهَــا بِعُرْسٍ حَـافِلٍ
41
شهِـدَتْ عليْهِ مَلائِــكُ العَــلاّمِ
في مَـوْكبٍ خَرَجَتْ يَحُفّ بها الأسَى
42
من حِــقْـدِ جُندِ مُنَافقٍ نَـمَّــامِ
قدْ أمْطَـرُوْهَـا وَابِلاً مِنْ كيْـدِهِـمْ
43
رَدّتْ عَلَيْهِمْ كَيْــدَهُمْ بـ"سـَـلامِ"
بِعَـزيْـمةٍ لمْ تَثْـنـِـها نِيْرانُــهُم
44
هَزَمَتْــهُمُ، وسَمَـتْ عَـلَى الآلامِ
ومَضَتْ تَشُـقّ طريقَـهَا لا تنْـحَنِي
45
إلا لِخَـالِـقِـها مَــدَى الأيّــامِ
تـدْعُـو شَقيْقَــاتٍ لَهَا لِرِحَـابِهَا
46
يَـا إخْـوَتي، قَـلْبـِي إليْكُمْ ظَـاْمِِ
دَرْعَـا لأنْتِ عَزيزَةٌ في شَـامِنـَـا
47
وَالّلـهِ أنْتِ لَشــامةٌ فِـي الشّـامِ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق