رثاء للشيخ يوسف القرضاوي، رحمه الله:
اليوم قد مات المُعَطّرُ ذكرُه
بكت النجوم وضجّــت الأقمـــــــــــــــار===في ذا الصباح وزاغت الأبصار
علمَتْ بأنا ســوف نسأل فانبــــــــــــــرى===ليلٌ يجيْــــــب وقد
تـــــــــــــــــــــــــلاه نهـــــارُ
فالليلُ أظلم فــوق ظلمتــــــــــــــــــه
بمـــــــــــا===وافــــــــــاه من خبرٍ لـــــــــــه إعصـــــــــــــارُ
أمّا النّهـــــار فشمسُه غــــــابــــــــــــــــــــــتْ ولم===تسطعْ
لها، مما جـــــــــــــــــرى، أنــوارُ
قالا بأنّ اليــــــــــــومَ يــــــــــــومٌ أقــــــــــــفـــــــــرت===فيه
المنــــــــــــــــــــــابرُ واختفى الـــزوّار
اليوم قــــــــــــــــد مات المعَــطّــرُ
ذكـــــــــــــــــرُه===حـِلقُ العـــلوم بكتــُـــه والأخيــــــارُ
الشيخ يوسفُ قد قضـى في هجرة===في دوحـــــــة من حوله الأزهــــارُ
الشيخُ قرضاوي تــــــــــوارى تـــــــاركًا===عِلْمًا
بــــــــــــــــــه تتـــزيَّـــن الأســـــــــــــــــفـــــارُ
مِنْ "أولوياتٍ "و"عــلمِ فرائض"===أو
"فقــــــــــــــه واقع أمّـــة" تحــــــــــــتـــــارُ
أو منهجٍ لدعـــــــــــــــــاة كل فضـــــــــيــــلةٍ===في حلّهم أو
حيثــــــــــما هم ســــــاروا
اليــــــوم يــــــومٌ للبكـــاء عــــــــــــلى الذي===نعمتْ بطيْبِ
كلامــــه الأمـــصــارُ
لا تعجبــــــــوا يا قــــــــــارئين قصيدتي===للشيخ سيــــفٌ للعــــــــدا
بتَّـــــــــــــــــــــــــــــــارُ
كم موقفٍ للشيخ كان ضيــــــــاؤه===عمّ الورى، للعــــــــــــــالمين مَنــــــــــــــــــــارُ
جمعيــــــــــــــــــةُ العُلَـــــــــماء كان رئيسَهـــا ===فهدى بها مَنْ
أسرفوا أو جـاروا
كان المنــاصـــرَ للشعوب بثـــــــــورةٍ===ضــــــــدَّ الفسادِ،
وصوتـــُـــــــــه هــــــــدّارُ
وربيع أمتــــــــنـــا ســـــــــــــــقـــاه عصـــارةً===مِن قلبه،
منهــــا ارتــوى الأحـــــرارُ
فغدَوا أســـودًا لا يهابون الردى===لم يثـــــــْـــــــــــنِهــــــــــــــــــم
ذو فــــريــــــــــــــــة مكَّارُ
يا شيخ يوسف لو أردنا حصر ما===قدّمتَــــــــــــــه تعبت
بنَــــــــــــــــــــا الأفكــــارُ
أنقذتَ من بالزيغ مفتـــــونٌ وحا===ر بأمْـــره ممـــا يَــــــــــــرى
ويُـــــــــــــــــــــــــــــثــَـــــــــــــارُ
وضمَمْتَه لحنـانِ صدرك هاديًا===وقد اهْتدى، شهدتْ له الأسْحارُ
كلا ولم يحرفْك عنْ وسـَـــــــــــــــطيّة===أظهرتَـــــــــــــــــــــها
لك مبـــــــــــــدأً، أشــــــــرارُ
عضَّ الأنامل مبغضٌ بكَ جاهلٌ===للظـــالمين مُــــــــــــــــــــســوّقٌ
سمســــــارُ
ما كان ردُّك غيــرَ نظْـــرةِ مُشفقٍ===تدعـو له بهــــدايةٍ، ويحوطُــــه
الغفارُ
يا شيخَ يوسف، لم يفلّ العزمَ فيكَ منافقٌ أو مُبغِضٌ أو مُغْرضٌ ثرثارُ
إنّ الجنـائــــــــــــــــز حجــةٌ فليعلمُــــــــــــــوا===أنْ كان
فــــــــــــي تشييـــعـــــك المليـــــارُ
أعلمْـــتِ يا أرض الكنانــَـــــــــةِ أنــــه===منـــــــــك المبَجَّلُ
فــــــــــــــــاهنئي يــــا دارُ
كم عالم، ومجاهدٍ من فيْض جو===دك قد قضوا وتحفـهُـــم أســـــــــــرارُ
كُثــــــــــــرٌ سواكِ استأثروا بـــرفاتهم===هم صــــــــــفـــوة، هــم
نخبة أطهــارُ
أحرى بـــأمٍّ أنْ تضــــــــمّ لحجـــرها===فلذاتــــِــــــها، ولصــرحها
عُمّـــــــــــــارُ
لكنّ هجــرتهم وســامٌ خـصهـم===في جنــّـــــــــــــــة طابَــــــــــت
بها الأثمـــارُ
هُنّئْـتِ يا قطَــرٌ بشيخ ضــــــــــــــــــــمّــه=== منكِ الثّرى،
وتشوقتْ أقْطارُ
لك كان خيرًا في الحياة وميتٌ===طـــــــــــــوبى لشعب أهــله أنصـــــارُ
يا ربنا أكـــــــــــــــــرم أخـــانا يــوسفــــًا===في
جنّـــــــــــــــة، من تحـــــــــــتــــها الأنهـــــارُ
الإثنين 29/صفر/1444 و 26/أيلول/2022 - إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق