الأربعاء، 28 سبتمبر 2022

اليوم قد مات المعَطَّر ذكرُه

 


رثاء للشيخ يوسف القرضاوي، رحمه الله:

اليوم قد مات المُعَطّرُ ذكرُه

بكت النجوم وضجّــت الأقمـــــــــــــــار===في ذا الصباح وزاغت الأبصار

علمَتْ بأنا ســوف نسأل فانبــــــــــــــرى===ليلٌ يجيْــــــب وقد تـــــــــــــــــــــــــلاه نهـــــارُ

فالليلُ أظلم فــوق ظلمتــــــــــــــــــه بمـــــــــــا===وافــــــــــاه من خبرٍ لـــــــــــه إعصـــــــــــــارُ

أمّا النّهـــــار فشمسُه غــــــابــــــــــــــــــــــتْ ولم===تسطعْ لها، مما جـــــــــــــــــرى، أنــوارُ

قالا بأنّ اليــــــــــــومَ يــــــــــــومٌ أقــــــــــــفـــــــــرت===فيه المنــــــــــــــــــــــابرُ واختفى الـــزوّار

اليوم قــــــــــــــــد مات المعَــطّــرُ ذكـــــــــــــــــرُه===حـِلقُ العـــلوم بكتــُـــه والأخيــــــارُ

الشيخ يوسفُ قد قضـى في هجرة===في دوحـــــــة من حوله الأزهــــارُ

الشيخُ قرضاوي تــــــــــوارى تـــــــاركًا===عِلْمًا بــــــــــــــــــه تتـــزيَّـــن الأســـــــــــــــــفـــــارُ

مِنْ "أولوياتٍ "و"عــلمِ فرائض"===أو "فقــــــــــــــه واقع أمّـــة" تحــــــــــــتـــــارُ

أو منهجٍ لدعـــــــــــــــــاة كل فضـــــــــيــــلةٍ===في حلّهم أو حيثــــــــــما هم ســــــاروا

اليــــــوم يــــــومٌ للبكـــاء عــــــــــــلى الذي===نعمتْ بطيْبِ كلامــــه الأمـــصــارُ

لا تعجبــــــــوا يا قــــــــــارئين قصيدتي===للشيخ سيــــفٌ للعــــــــدا بتَّـــــــــــــــــــــــــــــــارُ

كم موقفٍ للشيخ كان ضيــــــــاؤه===عمّ الورى، للعــــــــــــــالمين مَنــــــــــــــــــــارُ

جمعيــــــــــــــــــةُ العُلَـــــــــماء كان رئيسَهـــا ===فهدى بها مَنْ أسرفوا أو جـاروا

كان المنــاصـــرَ للشعوب بثـــــــــورةٍ===ضــــــــدَّ الفسادِ، وصوتـــُـــــــــه هــــــــدّارُ

وربيع أمتــــــــنـــا ســـــــــــــــقـــاه عصـــارةً===مِن قلبه، منهــــا ارتــوى الأحـــــرارُ

فغدَوا أســـودًا لا يهابون الردى===لم يثـــــــْـــــــــــنِهــــــــــــــــــم ذو فــــريــــــــــــــــة مكَّارُ

يا شيخ يوسف لو أردنا حصر ما===قدّمتَــــــــــــــه تعبت بنَــــــــــــــــــــا الأفكــــارُ

أنقذتَ من بالزيغ مفتـــــونٌ وحا===ر بأمْـــره ممـــا يَــــــــــــرى ويُـــــــــــــــــــــــــــــثــَـــــــــــــارُ

وضمَمْتَه لحنـانِ صدرك هاديًا===وقد اهْتدى، شهدتْ له الأسْحارُ

كلا ولم يحرفْك عنْ وسـَـــــــــــــــطيّة===أظهرتَـــــــــــــــــــــها لك مبـــــــــــــدأً، أشــــــــرارُ

عضَّ الأنامل مبغضٌ بكَ جاهلٌ===للظـــالمين مُــــــــــــــــــــســوّقٌ سمســــــارُ

ما كان ردُّك غيــرَ نظْـــرةِ مُشفقٍ===تدعـو له بهــــدايةٍ، ويحوطُــــه الغفارُ

يا شيخَ يوسف، لم يفلّ العزمَ فيكَ منافقٌ أو مُبغِضٌ أو مُغْرضٌ ثرثارُ

إنّ الجنـائــــــــــــــــز حجــةٌ فليعلمُــــــــــــــوا===أنْ كان فــــــــــــي تشييـــعـــــك المليـــــارُ

أعلمْـــتِ يا أرض الكنانــَـــــــــةِ أنــــه===منـــــــــك المبَجَّلُ فــــــــــــــــاهنئي يــــا دارُ

كم عالم، ومجاهدٍ من فيْض جو===دك قد قضوا وتحفـهُـــم أســـــــــــرارُ

كُثــــــــــــرٌ سواكِ استأثروا بـــرفاتهم===هم صــــــــــفـــوة، هــم نخبة أطهــارُ

أحرى بـــأمٍّ أنْ تضــــــــمّ لحجـــرها===فلذاتــــِــــــها، ولصــرحها عُمّـــــــــــــارُ

لكنّ هجــرتهم وســامٌ خـصهـم===في جنــّـــــــــــــــة طابَــــــــــت بها الأثمـــارُ

هُنّئْـتِ يا قطَــرٌ بشيخ ضــــــــــــــــــــمّــه=== منكِ الثّرى، وتشوقتْ أقْطارُ

لك كان خيرًا في الحياة وميتٌ===طـــــــــــــوبى لشعب أهــله أنصـــــارُ

يا ربنا أكـــــــــــــــــرم أخـــانا يــوسفــــًا===في جنّـــــــــــــــة، من تحـــــــــــتــــها الأنهـــــارُ

الإثنين 29/صفر/1444 و 26/أيلول/2022 - إسطنبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق