السبت، 8 سبتمبر 2012

همسة في آذان أحبتنا إعلاميي الثورة


همسة في آذان أحبتنا إعلاميي الثورة..
((فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون..))
إن نشر أخبار الجرائم التي يقوم بها النظام في سوريا أمر جيد ليفتضح أمره، وينكشف عواره، وإن الذي لم يصل إلى حقيقة أنه مجرم محترف من أوائل عمليات الإجرام فأحسب أنه لن يزيده المزيد من النشر قناعة (نسأل الله العافية) ... أقول ذلك لأن التركيز المفرط على نشر تلك الجرائم على الرغم من ثبوتها وتأكّد صحتها.. له أثر سلبي في نفوس الناس... فالذي يُتابع الفضائيات حين الاتصال بأولئك المرابطين في أرض الرباط المباركة، سوريا الحبيبة، يراهم، بحسن نية، يوضحون ويُجلّون ما يحصل على أيدي النظام وشبيحته من قطع للرؤوس وبقر للبطون، وتهجير للشيوخ والأطفال والنساء، في عملية هيمان على الوجوه..هذا النشر بهذه الطريقة يجعل شَعر من يصغي إليها يقف هلعًا وخوفًا واشمئزازًا، ويقشعر منها جلده.... وشيئًا فشيئًا ربما يتسرب الجزع واليأس إلى أعماق النفس... وهنا الطامة الكبرى... هذا فضلاً عن أن طريقة العرض ونقل الخبر، التي كثيرًا ما يرافقها بكاء أو ندب أو هلع، تجعل قلوب المجرمين ترقص فرحًا على ما يرون عندنا من معاناة شعورية ونفسية، مؤلمة... والأجدر بنا أن لا نوصلهم إلى هذه الدرجة من النشوة والفرح، كما يجدر بنا أن نتجنب أسباب زرع الخوف واليأس في قلوب أبناء شعبنا،وهو الذي أثبت بجدارة أنه الأقوى أمام جميع هذه الأعاصير... فالتحلي بالصبر، والتجمل به، أليق بالمؤمن، وبذلك يفوت على أعدائه نشوة الاستخفاف به، والسخرية منه، والنظر إليه بالدونية... وكما يُقال: الشكوى لغير الله مذلة...وفي الآية الكريمة ((فاصبر إن وعد الله حق، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون)) توجيه سام، للمؤمن، حين يتعرض للشدائد، فهي تأمر بالصبر وتعِدُ بالنصر (إن وعد الله حق) وتحذر من أن يجعل المؤمن نفسه عرضة للاستخفاف والازدراء من قِبَل أعدائه...
وإن الذي تقدم ذكره لا يعني السكوت عن جرائم الفاجر اللئيم، وعدم فضحه... ولكن أن نحرص على أن تكون طريقة نشرها تتحاشى ما ذكر من سلبيات... فمثلاً حبذا لو أن الأخ الذي ينشر الخبر يعقبه بأخبار أخرى يقوم بها الثوار الأبطال ترفع المعنويات، وتشفي الصدور، على أن يتحرى الصدق فيها، أو أن يعقب على ما ينشر من جرائم؛ بعبارات تطمئن من أن معنويات الثوار عالية، وأنهم مصممون بقوة على الاستمرار والمضي في طريق الثورة حتى تحقق أهدافها.... وغير ذلك من عبارات التثبيت والتطمين، فإن التثبيت ضرورة ملحة في المواجهات، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك مرارًا... ((إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب..)) ((وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك)) ((كذلك لنثبت به فؤادك، ورتلناه ترتيلا))
جزى الله خيرًا أحبتنا إعلاميي الثورة، وسدد أقوالهم وأفكارهم لما يخدم هذه الثورة ويسير بها إلى النصر.
محبكم/محمد جميل جانودي
السبت في 21شوال 1433هـ الموافق لـ 8/أيلول/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق