الاثنين، 1 أغسطس 2011

الثورة...ورمضان

الثورة... ورمضان
شعر/محمد جميل جانودي
أسْرعْ حَبِيْبِي فَقَلْبِيْ كادَ يَنْفَطِـرُ   شَوْقًـا إلَيْكَ ودَمْعِيْ سَالَ يَنْهَمِـرُ
غَيْرِيْ يَتُوْقُ إلَى لَيْلاهُ فِي سَعَةٍ    لِكِنَّ صَدْريْ بِمَنْ يَهْـوَاهُ يستَعِـرُ
أهْوَى الْهِلالَ إِذَا أبْدَى بِشَاْرَتَهُ     شهْرُ الصِّيَامِ أتَى بالخَيْرِ فَابْتدِرُوا
يَا خَيْرَ شَهْرٍ لَهُ فِيْ النَّفْسِ مَوْقِعُهُ  تَسْمُوْ بِهِ خُلُقًا، تَزْهُــوْ وتَنْتَصِرُ
حُدّثْتُ عَنْكَ كأَنّي لَسْتُ فِيْ شُغُلٍ   فِيْمَنْ أُحِبُ، لَعَمْرِيْ إنّـهُ الْهَـذَرُ
لَمْ يَعْرِفُوْا أنّنِي أبْــقَى مُسَهّدةً    أرْعَى النّجُومَ، بِليْـلٍ مَا بهِ قَمَـرُ
أرعَى النُّجُوْمَ وإنّي أرْتَجِيْ خَبَرًا   يَشْفِي غَلِيْلِي، فَلا حُـزْنٌ ولا كَدَرُ
ولِدتُ فِي الشَّامِ والأفْهَامُ حَائِرَةٌ    مَنْ هَذِهِ؟ أَفْصِحُوا يا قومُ ما الخبَر؟
فالشَّامُ قَدْ عَقِمَتْ والأرْضُ مُجْدِبَةٌ  مَـرّْت عُقُـوْدٌ وَلَمْ يَنْزِلْ بِهَا مَطرُ
والعِشْبُ أضْحَى هَشيْمًا لا حَيَاةَ بِهِ  بَـكَى عَلَيْهِ قُساةُ القَـلْبِ والحَجَرُ
ولِدْتُ فِي الشَّامِ والآمَالُ قَدْ دُفِنَتْ  فِيْ قَاعِ زِنْـزَانَةِ مِنْ حَوْلِهَا الْخَفَرُ
لَمْ يَدْرِ مُنـدهِشٌ أنّي عَلى قدَرٍ    فمَوْلِدِيْ هَا هُنـَا قَـدْ خَطَّهُ القَدَرُ
ناديتُ(حريّةٌ)في النَّاسِ فَانْدَفَعُوا    بِاسْمِيْ لقَـدْ هَتَفُوْا أَوْ بِاسْمِهَا زَأرُوْا
جُبْتُ الشآم؛ بَواديْها بها عبِقَتْ     أمّا حَوَاضِـرُها؛ فَبِاسٍمِــهَا جَهَـرُوْا
ولدتُ في الشامِ والغِربانُ تُفْـسِدُهَا     منْ خُبثِ ما زَرَعُوْا أوْ سُوْءِ مَا بَذَرُوْا
قدْ حَاوَلُوْا عَبَثًا وأْدِي بِمَكْرِهِمُ      لَكِنَّهُمْ خَسِئوْا، خَابُوْا بِمَاْ ائْتَمَـرُوْا
كمْ لَفّقُوْا تُهمًا ضِدِّي وما فَتِئُوْا     يَرْمُونَنِي، سفَهًا، مِنْ صَرْخَتِي سَخِرُوا
قيلَ اصبْرِي فغَـدًا تأتيكِ بارقَـةٌ      للنَّصْرِ يَحمِلُها ضيْـفٌ لَـهُ أثَـــرُ
والآنَ جئتَ بخَيْرٍ عَـمّ ساحتَـنا      صدْقٍ وصبْـرٍ وإنَّ النَّـصرَ مُنتَظَـرُ
هَـذا هِلالُك أحْـيَا عنْدَنا أمَـلاً       بهِ نَرَى الشَّامَ بالأحْـــرَارِ تَفْتَخِـرُ
هذا هِلالُك بِالبُشرَى يُضـيءُ لنَا      درْبًا فَنُبْـصِـرُ قيـْدَ الذّلِّ ينكسِــرُ
ذكّرْتَنـا بَـدْرًا والبَـدْرُ لَمْ نَـرَهُ     مُذْ عَاثَ فِي أَرْضِنـا مُسْتكْبِـرٌ أشِـرُ
هاهُم بَنيَّ أتَوْا والشوقُ يَـدْفَعُهُـم     للذَّوْدِ عَـنْ أمّـةٍ أبنَـاؤهَـا قُهِـرُوا
هُـم فتيةٌ آمنُـوا باللـهِ ربّهِــمُ     يَرْجُــوْنَ عَيْشًا كريْمًا عَاشهُ الْبَـشَرُ
لم يَحْمِلُوا مَعَهُم إلا مَصَاحِـفَـهمْ     يُـوفُـوْنَ نَـذْرَهُمُ فيْـمَا هُـمُ نَذَرُوا
ما بـدّلوا أبـَدًا في مَطْـلَبٍ طلبُوا    (حريّةٍ) ولهَـا مَـاتُوا ومَـا صَغُـرُوا
لَمْ يَثْـنِهِمْ أبدًا تهديْــدُ طاغِــيةٍ    لَـمْ يُـغْـرِهِـم أبَـدًا مَـالٌ ولا دُررُ
شهْرَ الصيّــامِ ألا من نَفْحَةٍ لَهُـمُ    تُلْـقِي السَّكِيْنَـةَ فيهِــمْ أينَما انْتَشَرُوا
تُحْيي نُفُـوْسَهُمُ، تُمْـضِي عَزَائمَهمْ   تَهْـدِيْ كتائبَــهُم لو أنَّــهم نفَـرُوا
آثَرْتُ صُحبتَهُم في كلِّ مَـوْقِعَـةٍ     هُـمْ عُـزْوَتِي وبِهِِـمْ أَمْضِيْ وَلا أَذَرُ
الأحد 30/شعبان/1432 الموافق 31تموز 2011-07-31

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق